الامام السجاد علي زين العابدين (علیه السلام )

اشاره

لكي ندرك الوزن الحقيقي لشخصية الامام السجاد علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، لابد من عرض و جيز لفكرة التشيع و تطورها، و مدي انفعال الامام السجاد بها، و موقفه من تلك الفتنة العمياء التي عمت كثيرا من أمصار الاسلام، و شملت مختلف وجوه النشاط الانساني كلها، لأنه شخصية معتبرة من ثمرات تلك الحركة العقيدية و السياسية التي سيطرت و لا زالت تسيطر علي كثير من البلدان و الثقافات. هو ثمرة من ثمارها، ولكنه ليس ثمرة مؤيدة لما وصل اليه التشيع من غلو و خروج عن الواقع الي مستوي الأسطورة و الخرافة و التطرف الروحي الذي يعدو علي ظاهر الأحكام و القوانين العامة للاسلام، بل كان ثمرة هادئة متعقلة يحاول أن يعود بالمسلمين من الجماع الي الاعتدال، و من الغو الي التوسط، و من التطرف الروحي الي الخط الفاصل بين المادة و الروح، فلا يغرب في الروحانيات حتي ينسي الواقع، و لا يفرق في المادة حتي ينسي الروحيات.